رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين في الإعلان الأميركي حول رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية أنه دليل على أن الأميركي أصبح في مرحلة متقدمة من الخوف على مشروع التدمير والتخريب الذي بدأه وقاده في سوريا، مشددا على أن هذه الخطوة تجعل الأميركي مسؤولا مباشرا عن المجازر التي ترتكب على أيدي المسلحين التكفيريين وغيرهم، وشريكا كاملا في قتل وذبح ونحر الأطفال والنساء والرجال في سوريا، كما كان شريكا في كل نقطة دم سفكت في لبنان وفلسطين وكل المنطقة بالسلاح الأميركي الذي استعملته إسرائيل ضدنا، ,مؤكدا أن هذا الإعلان يثبت أن المشروع الذي يريد تدمير وتفتيت وتخريب سوريا هو مشروع أميركي بالدرجة الأولى وتقوده الولايات المتحدة الأميركية.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على استشهاد المجاهد حسن علي ناصر الدين في حسينية بلدة الشهابية بحضور لفيف من العلماء وعدد من الشخصيات وحشد غفير من أبناء البلدة والقرى المجاورة.
وأشار السيد صفي الدين الى أن "الأميركي بإعلانه رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية لم يخبرنا أمرا جديدا لأننا نعلم منذ البداية أن التسليح والدعم كان ولا يزال أميركيا إن كان مباشرا مثلما يريد أن يفعل اليوم أو غير مباشر مثلما فعل سابقا حيث أرسل السلاح عبر بعض الدول العربية"، معتبراً أن "الجديد هو محاولة الأميركي استثمار هذا الإعلان سياسيا وإعلاميا للضغط بقوة بعد الانتصارات في معركة القصير من أجل تحقيق التوازن الميداني، وهذا السلاح الأميركي للعصابات المسلحة في سوريا لن يكون غير ما قدمته الولايات المتحدة على مدى السنوات الماضية لإسرائيل التي هُزمت بالرغم من كل الدعم الأميركي على أيدي المقاومة التي تمتلك روحية كربلائية".
ورأى صفي الدين أن "تدخل إسرائيل المباشر بتنفيذ غارات جوية في سوريا وأن الدعم الأميركي لإسرائيل وللمعارضة السورية في آن، هو دليل على أن أميركا وإسرائيل والمسلحين السوريين في مركب واحد، بل إن أميركا هي من يقود هذا المشروع الذي كانت تحركه عبر أدواتها ولكنها اضطرت للتدخل مباشرة بعد عجز حلفائها"، مؤكدا أن "حدود هذا المشروع الأميركي ليست سوريا فقط، إنما لبنان وكل المنطقة وبالتالي فإن مواجهتنا لهذا المشروع هي للدفاع عن وطننا ووحدته ومنعته وقوته".
وفي الشأن المحلي اللبناني، اعتبر السيد صفي الدين أن "الأميركي الذي يتدخل بكل صغيرة وكبيرة وبكل تفصيل في لبنان وبعدما عجز حلفاؤه عن تحقيق أهدافه اضطر للكشف عن وجهه والتدخل المباشر في الخلاف الحاصل بين اللبنانيين حول التمديد للمجلس النيابي بعدما أحيل الملف إلى المجلس الدستوري، فأصدرت السفارة الأميركية في بيروت بيانا علنيا وقحا تطلب فيه من المجلس الدستوري المضي بالطعن"، لافتاً الى أن "هذا دليل على أن المشاريع هي مشاريع الأميركي وهو من يحركها ويرعاها ويُهيئ لها القضية المناسبة إعلاميا وسياسيا ودوليا وإقليميا وأمنيا وأحيانا تسليحيا، وأن هذا دليل أيضا على أن التدخل بهذا الوضوح للضغط على المجلس الدستوري يعني أن ما يحصل ليس لمصلحة الأميركي وليس متطابقا ومتوافقا مع أولوياته".
واستغرب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله "كيف لم يستفز ذلك أحداً من أساتذة 14 آذار الذين طالما يتحدثون عن تدخل الدول في لبنان بل نجدهم قد ابتلعوا ألسنتهم حين صدر بيان السفارة الأميركية، لذلك لم يعد يحق لهؤلاء التحدث بعد الآن عن السيادة والاستقلال والحرية، وهذا ما يكشف أن العناوين التي رفعوها هي خاوية من أي معنى ومضمون، وأنه لا يكون وطنيا كل من لا يملك غير لغة التحريض والكذب والدجل التي تصب فقط في خدمة الأميركي".
التاريخ: 16-06-2013