دعا رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين "الحكومة اللبنانية ومختلف القوى السياسية والجهات النقابية والعمالية والجامعية إلى الجلوس على طاولة الحوار من أجل معالجة القضايا المطلبية المعيشية بروح المسؤولية خدمة للمواطن الذي يئن من وضع إقتصادي ومعيشي صعب"، معتبراً أن "هناك مطالب محقة يجب أن تلبّى وأن هناك مسؤولية في إتخاذ أي قرار يجب على الجميع أن يتحملها".
وأكد السيد صفي الدين أن "الإنتصار الإلهي الذي تحقق في العام 2006 هو الذي أسّس لكل هذه الوقائع الجديدة، وقلب مشروع الشرق الأوسط الجديد إلى شرق أوسط جديد مقاوم لا مكان فيه للهيمنة الأمريكية وللغلبة الإسرائيلية"، لافتاً إلى أن "هذا الإنتصار هو الذي فتح الطريق واسعاً أمام الشعوب وأعطى الأمل الحقيقي بتحرير فلسطين وكل المقدسات".
وأضاف السيد صفي الدين "هذه هي تداعيات الإنتصار وهذا هو عصر المقاومة والشعوب، وهذه هي البشرى التي تحملها النداءات التي سمعناها في التاريخ ويعود صداها يتردد"، مشيرا الى أن "تجربة المقاومة التي تأسّست على التقوى وشيِّدت بالطهارة والجهاد والعلم والشهادة والصبر ماضية نحو مزيد من الإنتصارات، وهذا قدر ووعد لا رجوع عنه ولا تبديل فيه على الإطلاق، لذا نحن معنيون ومن موقع المسؤولية بأن نحافظ على هذا النهج وأن نكون على وعي تام بكل ما يجري وأن نصون هذه التجربة الرائعة".
كلام السيد صفي الدين جاء في كلمة له خلال تمثيله الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في حفل تكريمي للعلامة الشيخ موسى أمين شرارة في مجمع أهل البيت "ع" في بنت جبيل بحضور رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق إبراهيم الجعفري، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ممثلا نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، وحشد غفير من علماء الدين من مختلف المناطق اللبنانية، وممثلين عن الحوزات العلمية، النواب حسن فضل الله ونوار الساحلي وعلي بزي وأيوب حميد، وممثلين عن القوى الأمنية، وحشد من أهل الفكر والثقافة، وشخصيات علمية وتربوية، ووجوه اجتماعية، ورؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير.
وفي المناسبة، قال السيد صفي الدين إن "الشيخ موسى شرارة هو عالم متبحر وشاعر لامع وعارف متأله"، مشيرا إلى "أنه كان السباق والمبدع في ميادين الفقه والأدب والعرفان والتجديد وعلى الرغم من عمره القصير فقد سجل حضورا لافتا وخلف آثارا قيمة وشيد مناهج تعليمية وفكرية وثقافية متقدمة ومبتكرة".
من جهته، إعتبر الجعفري أن "الشيخ شرارة رغم صغر سنه كان يفكر بعقل كبير مستشرقا المستقبل"، لافتا إلى أنه "إستطاع أن يوظف هذه الطاقات المتعددة ويترك هذه الآثار الرائعة التي تحوّلت إلى ظاهرة بدأ يتمثلها الكثير من الذين سلكوا هذا الطريق ولذلك فهو حي بالفكر والمنهج والثقافة والاداء والتطبيق".
ورأى الجعفري أن "المقاومة الإسلامية في لبنان كسرت قمقم الزجاج ولم تعد مختزلة في جنوب لبنان وجبل عامل بل أصبحت هوية تعبر عن الصراع بين الحق والباطل"، وأشار الى أن "العراق لم يعد هامشيا إنما يتحرك في متن الحياة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي".
بدوره، أكد المفتي قبلان أن "حوزة بنت جبيل قامت على كاهل الشيخ موسى شرارة بنحو أثر بتكوين باقي الحوزات الفرعية"، مشيرا الى أن "الشيخ شرارة قام بمشروع إصلاحات منهجية ما زالت معالمه مشهودة حتى اليوم".
كما تحدث في الحفل كل من حفيد المكرّم الشيخ محمد رضا شرارة الذي رأى أن "فقيهنا الكبير هو واحد من النماذج السامية والفريدة التي قرنت العلم بالعمل الصالح وتزين معهما بالحلم والقار"، والشيخ أمين سعد باسم الحوزة العلمية، فقال إن "الشيخ موسى أمين شرارة تميّز بأخلاقه وآدابه ومواساته للفقراء والمحتاجين وبزهده في الدنيا وزخارفها وتصديه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الدين وممارساته بالإضافة لإهتمامه بالعلم والعلماء"، وأضاف ان "الشيخ شرارة كان رافدا أساسيا يصب في شرايين أبناء جبل عامل والمنطقة".
التاريخ : 09-10-2011