أنشطة ولقاءات » السيد صفي الدين: لكل من يجهز نفسه لصفقة على دماء وأشلاء أطفال غزة نقول.. انتم خائبون وواهمون

تحدث رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين في التجمع الشعبي الذي دعا إليه حزب الله في مجمع سيد الشهداء ـ الرويس الضاحية الجنوبية، إثر العدوان الصهيوني المجرم صباح اليوم على قطاع غزة .

وهنا النص الكامل لكلمة سماحته:
من الضاحية الجنوبية، من قلب الضاحية عاصمة المقاومة والجهاد والشهادة والإنتصار، إلى أهلنا، إلى المجاهدين، إلى المقاومين، إلى الشهداء، إلى الأرواح الطاهرة، إلى غزة، إلى كل من يقف في وجه هذه الغطرسة الصهيونية، إليكم ألف تحية، وإليكم الموقف الذي يتضامن مع جرأتكم وشجاعتكم وقضيتكم.

من الضاحية الجنوبية التي أُريد لها في تموز 2006 كما للجنوب كما للبقاع كما لكل لبنان، أُريد لكل هذه المواقع المقاومة أن تدمر وأن يقضى على المقاومة وعلى قيادتها من أجل أن تفتح الطرق أمام المشاريع الإستسلامية الخيانية المذلة بعد أن عجزت كل المؤامرات عن إسقاط المقاومة. من التجربة التي خضناها ونحن نعرف جيدا المشاعر والإحاسيس والقضايا التي يواجهها أهل غزة، نعرف المؤامرة التي تحاك اليوم على أهل غزة وعلى فلسطين وعلى كل الأمة الإسلامية والعربية، من خلال هذا كله، نقف اليوم هنا لنجتمع ولنؤكد أولا أننا في لبنان شعب المقاومة الذي وقف إلى جنب المقاومة دائما وضحّى وتحمل وجاهد وصبر ثمّ انتصر ولم تتمكن أي قوة في العالم أن تقهره، نحن اليوم نتضامن مع غزة ونقف معها، مع أطفالها وشهدائها، مع رجالها ونسائها، مع مجاهديها ومقاوميها، مع السواعد والقلوب والإرادات التي سوف تنتصر وسوف تخرج من المجزرة ومن كل صبر وتضحية لتجدد نصرا جديدا بإذن الله تعالى في غزة وفي كل فلسطين.

يا أهل غزة، يا أهل فلسطين، كما كنّا دائما في هذه الساحات، وكما اجتمعت هذه الحشود اليوم لتعلن كلمتها وموقفها، نقول لكم أنكم لستم لوحدكم في الميدان، لستم لوحدكم في هذا العالم، نحن نعرف أنّ عدوكم أراد أن يحاصركم، وأراد أن يجعلكم غرباء وأراد أن يحملكم مسؤولية الإعتداء عليكم، نحن نعرف كل هذه الأمور، ولذا نقول أنكم لستم لوحدكم في هذا العالم والأيام الآتية سوف تثبت للعالم كله أنّ الحق الذي وقف معه أهل غزة والذي دافع عنه المقاومون في غزة هو الذي سينتصر وهو الذي سيصمد وهو الذي سيكون ظاهرا بإذن الله تعالى.

ثانيا، التجربة هي نفسها، القرار أمريكي، تذكرون جيدا حينما بدأ عدوان تموز قلنا منذ الساعة الأولى أن القرار أمريكي والمنفذ صهيوني والمتواطئ عربي، اليوم هي التجربة نفسها، القرار اتخذ في البيت الأبيض الأمريكي والذي ينفذ هي آلة القتل والإجرام الصهيونية والتواطؤ العربي هو الذي مهد وهو الذي وطّأ وهو الذي ساعد وهو الذي كان يتحدث عن صفقات وأوهام من أجل إرضاخ فلسطين وشعب فلسطين ومقاومة فلسطين، هي نفسها التجربة.

ولذا نقول، إنّ شعب غزة والمقاومة في غزة سوف ينتصرون كما انتصرنا في تجربتنا، كما لم تتمكن كل هذه القرارات وكل هذا التدمير وكل هذا القتل وكل هذا التواطؤ، كما لم يتمكن أن يجعلنا نتراجع أو نتخلّى عن مقاومتنا وسلاحنا، أيضا لأنّ التجربة نفسها، سوف ينكفيء ويتراجع كل هؤلاء المتآمرين وكل هؤلاء القتلة وكل هؤلاء المجرمين وكل من فكّر وتواطىء من أجل القضاء على المقاومة، وستبقون أنتم يا أبناء المقاومة في غزة ويا أهل غزة الأباة، سوف تبقون أنتم في موقع الإنتصار بإذن الله تعالى.

ثالثا، إنّ المطلوب في هذه المرحلة هو المزيد من التماسك والمزيد من الوعي والمزيد من الإدراك، لكل ما يفكر به هؤلاء، بالنتيجة، الآلة العسكرية المجرمة التي تحركت لقتل الرجال والنساء والأطفال وتدمير البيوت في غزة، إنّما نتجت عن قرار سياسي، هذا لا يعني على الإطلاق أنّ القرار السياسي كان قرارا مرتاحا، فهو قرار مربك، إنّ ما يحصل اليوم في غزة لا يدل بالضرورة على أنّ الصهاينة في أحسن حال أو أنّ الأمريكيين في أحسن حال أو أن بعض الدول المتوطئة هي في أحسن حال، أبد. هذا يدل على فشل خياراتهم وعلى يأسهم وضعفهم، إنّ طريقة الجنون في القتل حينما يلجأ إليها إلإسرائيلي يعني أنّه أصبح عاجزا أمام المقاومة وسلاحها، أصبح ضعيفا أمام صواريخ المقاومة وعزم المقاومين، أصبح في السياسة وفي المؤامرة وفي كل ما كان يحاك لفلسطين، أصبح ضعيفا، فَلِذَا يلجأ إلى الأساليب الجنونية.

ولكي أطمئنكم للمستقبل على الرغم من كل الحزن والأسى الذي نستشعره لكل طفل وامرأة ولكل رجل ولكل عذاب يعانيه أهل غزة، على الرغم من كل هذا فإننا نرى في المستقبل وفي الأفق الانتصار الكبير بإذن الله تعالى، لان هذا الانتصار قبل أي شيء هو وعد الله ووعد الله لا يختلف ولا يتخلف, وعد الله آت آت حتما للمقاومين وللذين يدافعون عن حقوقهم بإذن الله تعالى .

كما ان ما يحصل يدل على الغباء لان هناك من ما زال يفكر في عالمنا بهذه الطريقة الوحشية سواء في الولايات المتحدة الاميركية أو عند الصهاينة الأذلاء الجبناء أو عند بعض حكام العرب الضعفاء المتخاذلين. إذا كان البعض ما زال يفكر بهذه الطريقة فهذا يدل على غباء وعلى حمق, هذا يدل على عدم معرفة هؤلاء أين أصبحت امتنا وأين أصبحنا اليوم في لبنان وفي فلسطين وفي العراق وفي كل علمنا الإسلامي والعربي, ما كان يصدق ويصح في العقود والسنوات الماضية لا يصح ولا يصدق في هذه الأيام، لان هذه الأيام هي أيام المقاومة وأيام الانتصارات وأيام الإباء وأيام انتصار الدم على السيف خاصة وأننا على أبواب كربلاء وأيام كربلاء وعاشوراء.  

أقول لكل الأغبياء والحمقى, لكل من يراهن اليوم ولكل من يتحدث في الكواليس, أو من يجهز نفسه لصفقة على دماء وأشلاء أطفال غزة أقول لكل هؤلاء انتم خائبون, من الآن أقول لكم انتم فاشلون ! لن تحصدوا على أية نتيجة بل ستحصدون الخيبة، وعلى البعض من هؤلاء ان يتدارك، على البعض من هؤلاء ان لا يستعجل وان لا يتوغل كثيرا في المراهنة السياسية الخاطئة وان يعود ويعود إلى الشعب الفلسطيني إلى معاني العز والإباء لشعوبنا وقضيتنا قبل فوات الأوان، لأنّ الشعوب في كل عالمنا الإسلامي والعربي سوف لن تترك غزة وحيدة لان الشعوب شعوب حية عرفت خيارها  وعرفت قرارها وعرفت مستقبلها وستقف كما وقفت دائما إلى جنب المقاومة وجنب أهل غزة إلى جنب فلسطين وقضية فلسطين.

العالم يتبدل, والمعادلات في العالم تتبدل والمعادلات الإقليمية تتبدل، ان ظننتم بقتلكم شعب غزة سوف تعيدون الأمور إلى الخلف فانتم واهمون! ان ما بدأناه بالمقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي العراق مستمر وسيستمر بالعزم والإرادة والتصميم والجهاد والدم والمقاومة إلى المزيد من الانتصارات، معكم، معكم يا أهل غزة، معكم دائما في السراء وفي الضراء، معكم نقف لندافع عن فلسطين وعن كل قضايانا المحقة وقضايا شعوب عالمنا العربي والإسلامي، معكم سندافع ومعكم سننتصر لأنكم انتم الشعب الأبي والمضحي والمنتصر بإذن الله تعالى.  

شكرا لكم أيها الأعزاء على تلبيتكم هذا النداء، شكرا لكم أيها الأخوة والأخوات، أيها السادة العلماء على هذه التلبية مشكورين على جهودكم وسنبقى نحن وإياكم دائما في ساحة الحضور للدفاع عن فلسطين وعن غزة وعن المقاومة وعن كل قضايانا المحقة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التاريخ: 27-12-2008

موقع سماحة السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله