أنشطة ولقاءات » السيد صفي الدين: لقد انتصرنا على العدو انتصارا تاريخيا وفتحنا الطريق نحو الغد المشرق المليء بالعزة والفخر

في أجواء ذكرى ولادة النبي الأعظم ، أقامت جمعية النور لتعليم القراءة والكتابة حفل التخريج السنوي لدورات محو الأمية ودورات تأهيل المعلمين ، وذلك برعاية وحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين وبحضور معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماريو عون وعدد من العلماء والباحثين والمهتمين بالإضافة إلى الأساتذة ا والطلاب لخريجين الذين فاق عددهم الخمس مائة .  
بعد تلاوة قرآنية عطرة ، والنشيد الوطني اللبناني ، تم عرض ريبورتاج مصور عن أنشطة جمعية النور لتعليم القراءة والكتابة حيث يوثق عملها منذ انطلاقتها في العام 2000حتى اليوم.
كلمة الخريجين ألقاها الطالب حسن فقيه ، حيث قال : كنت اعتقد أن الأمية قد سيطرت عليّ ، ولكن بفضل جمعية النور ، فقد خرجت من الظلمة إلى النور وصرت أقرأ قول الله تعالى نون والقلم وما يسطرون ، ولا يسعني إلا أن أشكر الجمعية والقيمين عليها ، والأساتذة الذين تعبوا معنا وكانوا بمثابة المربي لنا .  
ثم ألقى الشيخ حسين دلال كلمة الجمعية مستعرضاً بداياتها من الانطلاقة حتى يومنا هذا، ثم تطرق إلى الهم الأساس الذي حملته الجمعية حتى يخرج لبنان من الدول الحاضنة للأمية. وفي كلمته شكر دعم وزارة الشؤون الاجتماعية وتعاونها من خلال رعاية دورات تأهيل المدرسين وتقديم المتون اللازمة، متمنياً بقاء واستمرار هذا التعاون.  
ثم تحدث وزير الشؤون الاجتماعية معالي الدكتور ماريو عون الذي هنأ الجمعية على انجازاتها العظيمة ، مشيرا إلى خطر الأمية الكبير ، حيث إن نسبة الأمية في الدول العربية تتجاوز 30 بالمائة ، أما في لبنان فإنه لا يوجد دراسة دقيقة ، ولكن النسبة قد تزيد عن 20 بالمائة في بعض المناطق الفقيرة والبائسة في لبنان . كيف خرجت دولة العدو الإسرائيلي من الأمية، بينما في الدول العربية حيث النفط والمال، ولكنها ما زالت تحتضن الأمية بين أفرادها .  
ثم تحدث راعي الحفل سماحة السيد هاشم صفي الدين الذي هنأ الحضور بمناسبة ولادة الرسول الأكرم (ص) ، الذي انبعث نور رسالته في الجزيرة العربية حيث كانت تعرف بالجاهلية، وحيث كان الضلال مسيطرا وكذا العقلية القبلية والعشائرية والتسلط والظلم . ولم تكن الجزيرة العربية ترتقي لتصل إلى المستوى المعرفي المطلوب.  
وأضاف سماحته : عندما ظهرت نور النبي الأكرم شعّت أنوار العلم وأصبح العرب في مقدمة الأمم بالعلم والمعرفة نتيجة إتباع تعاليم الإسلام. ثم تساءل سماحته عن بعض الذين يدعون أنهم منتمون إلى العرب والإسلام ، أين هم الآن من هذا الدين؟. وهل بإمكانهم أن يتحدثوا عن انتمائهم السليم للعرب والإسلام . خاصة وأنهم يحكمون بالتسلط والظلم والقبلية .  
وأضاف سماحته : اليوم نشهد نهضة كبيرة على مستوى الخروج من الظلمة إلى نور العلم ، فالأعداء لا يريدوننا أن نخرج منها من أجل أن تبقى هذه الأمة ضعيفة تحت سلطة الاستكبار . وتتم محاربة من يقدم النهضة والعلم والحضارة ويتهم أنه خارج على القانون الدولي . فالمقاومة في لبنان انتصرت وكانت عنوانا عريضا لهذه النهضة ، وهذه التجربة الناجحة أثبتت للمخلصين والشرفاء أننا أصحاب قدرة وحق ومعرفة . لقد انتصرنا على العدو انتصارا تاريخيا وفتحنا الطريق نحو الغد المشرق المليء بالعزة والفخر، ولن تكون غزة آخر المطاف. انتصرنا بالسلاح والدم والتضحية، وانتصرنا بالعلم والمعرفة والصهيوني يعرف ذلك ، وما شاهدناه في تموز 2006 خير دليل .  
وعن الوضع الداخلي في لبنان أشار سماحته إلى وجود منهجين :
المنهج الأول : يقول بأننا امة لا تقوى على الصمود والمقاومة ، ويجب أن نكون جزءاً من المعادلة الدولية وأن نقبل بما ترسمه لنا أميركا . فأصحاب هذا الاتجاه يتحدثون عن حصر رأسمال الأمة في أيدي بعض المتسلطين الظلمة . وفي لبنان هم يشكّلون خطا أماميا للمتخلفين ويتحدثون عن اللعبة السياسية الداخلية بعقلية القبيلة والتسلط وتملك رقاب الناس.
المنهج الثاني : يقول بان ما تقدمه أميركا ليس قدراً ، ويجب الحصول على التقدم والتقنية والحرية ، ويجب أن نأخذ ما هو من حقنا لا ما يرسمه لنا الآخرون . فحرب أميركا على إيران سببها أن إيران تتقدم تكنولوجياً بشكل مستقل وذاتي وليس تحت الوصاية الأميركية .  
وأضاف سماحته : من هنا نقول للبنانيين  أن الانتخابات القادمة بالرغم من ما تمثله فهي مهمة وليست مصيرية وأنها انتخابات للإختيار بين نهجين ومنطقين وليست بين زعماء وأشخاص. فالمعارضة بما تمثله من نهج وتجربة فهي تحمل مشروعاً سياسياً واضحاً يقوم على الشراكة السياسية الواضحة والوحدة الوطنية والإصلاح الحقيقي . فلبنان بحاجة إلى هكذا مشروع تتكامل فيه كل الطاقات للنهوض به. أما المولاة وما قامت به من تجربة خلال الأربع سنوات الماضية ، فإنها سوف تعيد هذه التجربة الفاشلة واعتقد أن أحداً من اللبنانيين لا يريد ان تعاد هذه التجربة ، فحكومات الاكثرية لن تنجز موازنة وإنما قامت على نظام قاعدة الاثنا عشرية !. والمعارضة قد انجزت من الآن فكرة الشراكة الوطنية ، وأن البعض من الاكثرية أصبح قانعاً بصيغة الوحدة الوطنية .
وفي نهاية الحفل تم توزيع شهادات التخرج على الأساتذة والطلاب. مع التذكير أن الجمعية قد أطلقت دوراتها منذ أكثر من ثماني سنوات ، وقد بلغ عدد الخريجين أكثر من 2000 طالب وطالبة . وتقيم حاليا أكثر من 30 دورة محو أمية في كافة الأراضي اللبنانية .  

التاريخ: 15-03-2009 

موقع سماحة السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله