طالب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين بـ"ضرورة تشديد العقوبات على كل من يعمل على الفساد والإفساد وإطعام الناس طعاماً فاسداً أياً كان"، مشيراً الى أنه "عندما لا تعمل الدولة اللبنانية من خلال مسؤوليها والقيمين عليها على تحمل مسؤولياتها سنشهد في كل يوم مشاكل شبيهة بما شاهده اللبنانييون في قضية الأطعمة الفاسدة والأمن الغذائي، فالمشكلة هي في من يأتي يهذه الأطعمة ومن يحمي التاجر الذي يأتي بها ومن لم يستطع أن يشرّع القوانين التي تحمي المواطن من هؤلاء التجار الذين لا يفكرون الا بمصالحهم".
وخلال رعايته حفل تخريج المتدرّبين في مركز "أمان للإرشاد السلوكي والإجتماعي" في مدرسة شاهد، أكّد السيد صفي الدين أن "أنظمة العمل في هذه الدولة أصبحت تحتاج الى اعادة تحديث قوانينها وأنظمة العمل فيها وكيفية مناقشة الأولويات والموازنات"، سائلاً "هل يعقل أن 16 مليار دولار لا يعرف المواطن اللبناني كيف وأين صرفت؟".
ورأى سماحته أن "الذي لا يتقن أن يقدم قطع حساب عن مرحلة حكومية هو ليس رجل دولة، ولا تكون رجال الدولة بأن تصرف كيفما تشاء دون حسيب أو رقيب ودون القدرة على تحمل المسؤولية".
وشدد السيد صفي الدين على أنه " في الكثير من البرامج التي نتابعها ونتطلع اليها دائماً تفتقد الى الدولة، التي كان يفترض أن تقوم بجهود كبيرة في معالجة القضايا الإجتماعية، وهي لم تتحمل مسؤوليتها في هذا المجال، وهذا دليل ضعف وعجز"، مضيفاً "حينما تصبح الدولة بأجهزتها وبرامجها ووسائل عملها عاجزة بالكامل عن معالجة قضايا حساسة ومهمة كالقضايا الإجتماعية التي يواجهها مجتمعنا عندها من حق الناس أن يتساءلوا عن الدولة وعن ما تقدمه والأسباب الجوهرية التي أوصلت الأمور الى ما وصلت اليه".
وأشار السيد صفي الدين الى أنه "حين تتخلى الدولة عن مسؤوليتها يصبح الإصلاح مسؤولية كبيرة"، لافتاً الى أن "الدولة حينما تصل الى مرحلة العجز عن إدارة ملفات مهمة تصبح برامجها ووزاراتها وموازناتها عبئاً على المواطن".
من ناحية ثانية، أكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أنه "لا يمكن أن نغفل التحدي الأكبر في عصرنا والمتمثّل بعولمة القيم، القيم التي يراد لها أن تغزو كل بيوتنا وعقولنا وجامعاتنا، وغزتها بالفعل"، مضيفاً إن "الغربي والأميركي كان يعتقد أن هذه العولمة القيمية لا تقاوم، والنمط السائد اليوم في كل العالم هو نتاج هذه العولمة".
وإذ لفت الى أن "وظيفتنا هي أن نعطي هذه العولمة القيمية حجمها الحقيقي، ونحن بحاجة الى العودة الى الأصالة ولا طريق آخر فنحن نمتلك مخزوناً هائلاً من القوة العقائدية والإيمانية والروحية والفكرية ما تخولنا لنكون أقوياء في هذه المعركة"، شدد السيد صفي الدين على أن "بعض دول العالم مثل روسيا والصين بدأت تشعر بالضيق من الهيمنة الأميركية الأحادية التي تريد أن تفرض آرائها وقيمهما وبالتالي مصالحها ومنافعها على كل العالم".
من جهة أخرى، أكّد السيد صفي الدين أن "فهم المجتمع ليس سهلاً أو بسيطاً ويحتاج الى علم وتجربة وقلوب منفتحة، لأن المجتمع ليس تركيباً مجرداً، هو تعبير عن الإنسان في مرحلة الفعل ومرحلة التفاعل"، مضيفاً أن "مسؤوليتنا تجاه المجتمع تتمثل بالإصلاح ومواجهة الفساد".
وقال سماحة السيد صفي الدين إن "في مشروع أمان يجب أن نكون واقعيين وموضوعيين، فنحن لا نتحدث عن سحر سنأتي به من خلال الورشات والدورات التدريبية، لذلك علينا أن لا نستعجل النتيجة"، لافتاً الى أن "ما نريد تحقيقه هو الإهتمام والإلتفات الى أصل هذا الموضوع في مقابل النأي عنه، والى ضرورة ملاحقة كل عناوين الإرشاد الإجتماعي".
في هذا السياق، شدد السيد صفي الدين على أن "هدفنا هو الوصول الى محاولة فهم التفاعلات الحاصلة في مجتمعاتنا والأسباب التي تساعد على تكوين الإتجاهات فنشارك بالتخطيط والتوجيه"، إضافة الى "إيجاد ديناميّة معرفية وحركة معرفية في المجتمع، والوصول الى مرحلة يتحسس فيها الإنسان في مجتمعنا بالأمان"، لافتاً الى أن "المنهج الذي يجب أن نعتمده ليس فقط تسليط الضوء على السلبيات لأن ذلك سيؤدي الى مزيد من الإحباط".
التاريخ : 16-03-2012