أكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين أنه "لا يوجد في لبنان ترشيحات جدية لإنتخابات رئاسة الجمهورية، وحينما تصبح هذه الترشيحات واقعية وجدية سيكون لدى فريقنا مرشح لهذه الإنتخابات"، مؤكداً أن "حزب الله ضد الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية ومع سلوك الآليات التقليدية للوصول إلى رئيس للجمهورية"، مشدداً على أن "الرئيس الذي ينبغي أن يصل إلى القصر الجمهوري عليه أن يتماثل بصفات تبدأ من موضوع المقاومة وصولاً إلى وحدة البلد".
وفي مداخلة له خلال لقاء حواري تحت عنوان "المقاومة والوعي المهزوم"، في قاعة الإستشهادي أحمد قصير بمدرسة المهدي (عج) في مدينة صور، بدعوة من المؤتمر الدائم للمقاومة (معهد المعارف الحكمية) والجمعيات الثقافية في مدينة صور ( جمعية التضامن، منتدى الفكر والأدب، جمعية صور الثقافية، الحركة الثقافية، مجموعة ياصور، ملتقى الشباب الثقافي، مركز الإمام الخميني (قده)، وجمعية الفرح)، شدد السيد صفي الدين على انه "لا يجوز لأحد أن يعمل على سلب لبنان انجازات مقاومته وشعبه أو أن يفرط بها مهما علا كعبه"، مؤكداً أن "المقاومة لن تدع أحدا مهما علا شأنه ليفرط بإنجازاتها وقدرتها على ردع العدو وفرض معادلة الحماية للبنان"، مشيراً إلى أن "المقاومة منذ النكبة إلى اليوم هي إرادة الشعوب في كل المراحل، بينما الإنهزام هو منطق الأنظمة والزعامات التي لم تكن يوماً مع المقاومة، وأن الوعي المهزوم هو حصيلة المواجهة التي يجنيها الإسرائيلي بفضل المقاومة ومجاهديها وشهدائها وهو الطريق الذي سنعبر منه يوماً إلى أرض فلسطين".
ورأى السيد صفي الدين أن "الإعتداءات والخروقات المتتابعة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي على الحدود مع لبنان هي أفعال العاجز والقلق ولا يمكن القبول بتماديه في خرق سيادة لبنان، مع العلم أنه يعلم تماماً بأنه غير قادر على تحصيل أي مكسب لا في الحدود البرية ولا في مياه الوزاني"، مشدداً على أنه "إذا كان البعض يتباهى بالنطق بإسم الدولة التي هي غير قادرة على إيقاف الخروقات فإن المقاومة وسلاحها هي الإستراتيجية الوحيدة التي تحمي لبنان وتردع العدوان".
وأوضح السيد صفي الدين أن "المرحلة الجديدة انبعثت في المقاومة في لبنان من رحم الإحتلال الإسرائيلي عام 1982، وتحمّلت المسؤولية في ظروف غير مؤاتية، وقبلت التحدي مدعومة من سوريا وإيران والبقية المخلصة من المقاومين وبدأت بتحقيق انجازات وانتصارات متتالية، فكان الإنتصار الأول عام 1985 حيث أجبرت الإحتلال الإسرائيلي على الإنسحاب من جزء كبير من لبنان إلى أن جاءت الحروب المتتالية في تموز 1993 ونيسان 1996 وما بينهما وما بعدهما حيث أظهرت المقاومة من جديد عن قدرة فائقة في الإنتصارات والإنجازات وبدأت بإنجاز وخلق وعي جديد وثقافة واعدة ومبشّرة".
واعتبر السيد صفي الدين أن "الخط البياني للمقاومة بدأ بالصعود على صهوة انتصارات جديد، في حين أن الخط البياني الإسرائيلي بدأ بالإنحدار، فلم يسعف العدو لا تفوقه العسكري ولا مكره ولا احتماءه بالأميركي ولا استعانته بأنظمة لا تملك التأثير على المقاومة"، معتبراً أن "الإنتصار المدوي في أيار عام 2000 حمل معه دلالات بالغة مسّت الوعي المتشكل عند شعوب أمتنا وعبّر عن ذاته بقوة في مشاركة الناس الوافدين والمشاركين في التحرير وهم يرفعون الرايات ويقتحمون المواقع بثقة بالغة واستهزاء غير مسبوق بقدرة وقوة العدو الإسرائيلي، بينما في المقابل تعمقت هزيمة الإسرائيلي وتشكّل وعي جديد داخل الكيان الصهيوني الذي فقد قدرة الردع التي تغنى بها لعقود ماضية، فأصبح تفوقه بلا معنى وتمكنت المقاومة بأن تحشره في قالب وعي جديد ألا وهو بيت العنكبوت".
وأكد السيد صفي الدين أن "الوعي الإسرائيلي المهزوم عام 2000 ترسخ وتأكّد عام 2006 عندما شن العدو حرباً على لبنان، وتلا ذلك انتصار غزة في عام 2008 حيث أصبح العدو الإسرائيلي حائراً وضائعاً، فيما المقاومة في المنطقة تزداد قوة وتسليحاً وخبرة، ومنطقها يزداد حجةً، وثقافتها تترسخ في الوجدان والتربية، بحيث أصبح أطفالنا يهزؤون من صورة الجندي الإسرائيلي المهزوم".
التاريخ : 18-05-2014