أنشطة ولقاءات » السيد صفي الدين: التمسك بسياسة التهاون هو مساهمة فاعلة في استهداف الجيش

أحيا حزب الله وجماهير المقاومة الإسلامية وعائلة الشهيد القائد ابراهيم الحاج (أبو محمد سلمان) ذكرى أسبوع على استشهاده باحتفال تكريمي حاشد في بلدته إيليا في البقاع الغربي، حضره رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين وشخصيات دينية وسياسية وحزبية وفاعليات وحشد غفير من الأهالي.
بعد النشيدين الوطني واللبناني وقسم البيعة والولاء الذي أداه ثلة من المجاهدين، ألقى السيد صفي الدين كلمة بدأها بالحديث عن مناقبية الشهيد ودوره المميز في المقاومة، قائلاً "للذي يريد أن يعرف من هي هذه المقاومة وما هي أسرارها وخفاياها، فأبو محمد سلمان كان من هؤلاء الذين عاشوا سر المقاومة يبتغون وجه الله عز وجل ولا يطلبون على أعمالهم أجراً في الدنيا أو إسما أو عنواناً أو ذكرا، لأنهم من الذين كانوا حيث يجب أن يكونوا".
وفي الشأن السياسي، علّق السيد صفي الدين على الأحداث الأخيرة التي حصلت في عرسال من استهداف مركّز ومخطط للجيش اللبناني، قائلاً " لا أعتقد أن هناك مبرراً بعد اليوم بأن يتحدث البعض عن أسباب وتبريرات واهية يلجأ إليها ليلقي بالمسؤوليات على غيره وأصبحنا أمام حقيقة يجب أن يعترف بها كل اللبنانيين وأن يلتقوا على مواجهتها وهي مواجهة هذا الخطر الذي يستهدف كل لبناني"، وسأل " لماذا هذا التركيز على الجيش وهل استهداف الجيش اللبناني بالأمس واليوم جاء نتيجة حادث معين؟ أم أنه نتيجة كل هذه التعبئة وهذا التحريض وهذا التركيز لإفراغ  لبنان من قوة التوحيد التي تتمتع بها المؤسسة العسكرية والكل يعرف ويسلم اليوم أن الجيش اللبناني هو أهم عناوين وحدة هذا البلد والدفاع عن وحدة هذا البلد، يعني من يستهدف الجيش اللبناني يريد أن يقضي على عنوان ورمز وحدة هذا البلد، بعد أن أصبحت مؤسساته في المتاهات التي نعرفها جميعاً نتيجة التعطيل والمزاجات".
وتابع السيد صفي الدين " استهداف الجيش اللبناني يعني أن هناك أياد تمتد لتخرب وتدمر لبنان وتستهدف كل المناطق اللبنانية" مضيفاً " أعتقد أن اللبنانيين اليوم جميعاً أمام استحقاق مفصلي وخطير في هذه اللحظة وهو أن يقف كل اللبنانيين طوائف وأحزاباً وجهات سياسية خلف الجيش اللبناني ومعه دعماً للجيش في وجه هذه الزمر التكفيرية التي تريد من لبنان الخراب والدمار، وهذه المسؤولية لا تتحمل التأويل ولا تتحمل الفذلكات السياسية أو المصالح الإنتخابية، وللأسف نرى حتى الآن أن هناك من لا يرى ولا يريد أن يرى كل هذه الأحداث تحصل في لبنان وهناك من يرى ماذا لديهم في(الزواريب عندهم)".
 وأردف السيد صفي الدين " إن سياسة التراخي وسياسة التهاون التي شهدناها في الماضي أصبحت بلا معنى اليوم بل إن التمسك بسياسة التهاون هو مساهمة فاعلة في استهداف الجيش ووحدة لبنان كله، فالجميع مدعوين لأن يلتقوا على رسم استراتيجية واضحة لحماية البلد وللدفاع عن لبنان وعن وحدته ولتحمل المسؤوليات ودون أية مواربة ودون أي تبرير لا معنى له على الإطلاق"، وختم " حينما نكون ضعفاء لا يمكن لأحد في هذا العالم  أن يدافع عنّا وحين نكون أقوياء ندافع عن أنفسنا وعن شعبنا وعن مناطقنا وعن مقدساتنا وعن انتصاراتنا بل نهزم كل عدو يستهدف إنجازاتنا وانتصاراتنا ومناطقنا".
وقال السيد صفي الدين " حينما كان يتحدث  الكثير من الناس بكلام لا يغني ولا يفيد ولا ينفع بل في كثير من الأحيان كان كلامهم يضر، كانت المقاومة في موقع الفعل والتضحية والعطاء وفي موقع الحماية والدفاع عن بلدنا وشعبنا وأمتنا ومقاومتنا وكل قضايانا المحقة، بل كانت حينها في الموقع المتقدم للدفاع عن فلسطين وغزة التي تحتاج اليوم إلى من يدافع عنها"، مضيفاً انّ" المقاومة منذ أن تأسست لم تكن ردة فعل فحسب بل هي مشروع كامل لوطننا ولأمتنا ولكل شعوب هذه الأمة ولأنها مشروع كامل تطلع إلى كل الأحداث من موقع تحمل مسؤولية إنجاح هذا المشروع، والسعي لتحقيق الأهداف التي من أجلها قُدمت خيرة أبناء أمتنا شهداء".
واعتبر السيد صفي الدين أنّ " هذا المشروع لا يمكن أن يفصل بين جبهة وأخرى في الوقت الذي لا يفصل عدونا بين جبهة وأخرى، حينما يستهدف عدونا سوريا والعراق وفلسطين ولبنان في وقت ما، فإنه يستهدف هذه المقاومة ومحورها وثقافتها ومنطقها ويستهدف انتصاراتها"، وأكمل " إذا كان البعض يعتقد أن التطلع إلى كل ما يجري في المنطقة هو مناف للنظرة الوطنية نقول لهؤلاء أنتم مخطئون، وما يحصل في هذه الأيام تحديداً يثبت أن لبنان ليس خارج عين العاصفة كما يقال، فسياسة النأي بالنفس وسياسة الحياد وسياسة لا دخل لنا، يستطيع الواحد أن يتحدث ويقول لكن ليس مهماً ما تقول".
وأضاف السيد صفي الدين" قلنا منذ البداية أن هذا الخطر الجديد القادم على منطقتنا سوف يستهدف كل البلدان وكل الأوطان، إن الفكر الذي ينتمي إليه هؤلاء وإن المشروع الذي عمل ويعمل هؤلاء ومن خلفه على تكريسه في المنطقة لن يوفر طائفة أو مذهباً أو جهة أو حزباً، فهو يستهدف الجميع، يستهدف كل نقاط القوة والجمع والإلتئام في أمتنا لأن مشروع هؤلاء هو مشروع التفتيت والتدمير والإقصاء والقضاء على الحاضر والماضي وعلى التاريخ وليس فقط على المقدسات".
كما وتخلل الإحتفال كلمة لنجل الشهيد عاهد فيها والده على الاستمرار في نفس النهج والطريق الذي تعبّد بدماء الحاج سلمان، وعرض فيلم يوثق بعضاً من سيرة الشهيد المفعمة بالعطاء والتضحيات والإنتصارات.
التاريخ : 04-08-2014

موقع سماحة السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله