أنشطة ولقاءات » السيد صفي الدين لمن يحاول ايجاد تغطية سياسية للوجود التكفيري في لبنان: وصلنا الى مرحلة نفاذ الخيارات الملتبسة والمتواربة

كرّمت المقاومة الاسلامية "الذين آووا ونصروا المقاومة منذ انطلاقها من العام 1982 وحتى العام 1985" بإحتفال حاشد رعاه رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، وجمع "عوائل البيوت التي احتضنت المقاومة وكان لها الدور الكبير في ايواء المجاهدين وأسلحتهم في زمن الاحتلال الاسرائيلي"، حيث أتوا من معظم القرى والبلدات من الجنوب والبقاع الغربي، وغصّت بهم القاعة الكبرى في النادي الحسيني في مدينة النبطية.
 وألقى راعي الاحتفال السيد صفي الدين كلمة استهلها بالحديث عن الظروف التي انطلقت بها المقاومة، والتحديات التي واجهتها حتى انتصرت على أعتى قوّة في المنطقة وقهرت جيش العدو الصهيوني الجيش الذي كان لا يقهر، وذلك بفضل صمود ودعم الاهالي وتضحياتهم وإرادة المقاومين، وقال "نحن اليوم نعيش ظروفاً مشابهة ولقد شاهدنا رجال المقاومة وهم يصعدون الى تلك الجبال الشاهقة والعالية بطمأنينة ملؤها الثقة والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، هؤلاء الشباب الذين كانوا يصعدون الجبال في  تلك المنطقة من القلمون يعيدون الى الذاكرة دائماً شباب المقاومة عندما كانوا يقتحمون المواقع في سجد وبئر كلاب وفي تلك الجبال التي تحررت بدماء الشهداء وبعطاء المجاهدين"، وأضاف "الثقة هي نفسها والمقاومة هي نفسها والسلاح هو نفسه واليقين هو نفسه وان شاء الله سيكون الانتصار هو نفسه، والمقاومة التي عرفت كيف تحدد خياراتها وطريقها معتمدة على ربها ومتكئة على شعبها وتمتلك عزماً وارادة كبيرين وتمتلك قيادة تثق بربها وتمتلك قيادة واضحة في تحديد المطلوب وفيها هذا الشعب المعطاء والسخي".
وتابع السيد صفي الدين "ان مقاومة تتكئ على عناصر القوة هذه لا يمكن ان تهزم ولا يمكن ان تقهر، لا في ميدان ولا في  معركة، لا في سياسة ولا في احتيال، لا في مؤامرة ولا في اعلام ولا في أي تهويل اعلامي يمكن ان يؤتى به أو يمكن ان يضخ، حيث نرى في هذه الايام الضخ الاعلامي المركز والتهويل، من أجل ان تسقط الناس وتسقط ارادتهم ومن أجل أن يضعف الناس وأن يشعروا أنهم لا قدرة لهم على مواجهة كل هذه الاضطرابات الموجودة في منطقتنا".
ولفت الى ان "أميركا هي تخطط وتراقب وتعمل وتتابع هذا الاستهداف وهذا التفتيت لمنطقتنا، حيث تُقدّم المنطقة اليوم اعلامياً وسياسياً على أنها منطقة ذاهبة نحو التفتيت ونحو التقسيم ونحو الحروب المذهبية ونحو التقاتل والتشرذم .."، مستدركاً "لكن وعلى الرغم من وجود كل هذه العناصر الصعبة والسيئة والقاسية التي تضغط على مجتمعاتنا ومنطقتنا وعلى بلداننا يجب أن نبقى نتطلع الى الضوء والامل وأن نتطلّع الى مصدر القوة والطاقة التي نمتلكهما وأن نتطلع الى ارادتنا، وان هدف الضخ الاعلامي والتهويل النفسي الذي يقوم به البعض إشعار مجتمعاتنا بالخواء والانهاك والضعف حتى يرتمي الجميع في أحضان الاميركي ويتوسّل الاميركي ومن بيده القرار ليأتي بالحل على شاكلته، بينما نحن نريد أن نقول وأن نثبت في القلمون وفي سوريا وفي كل مكان نتواجد فيه مما يجب أن نكون فيه، حينما نتواجد في هذه الساحات نريد ان نقول لكل أبناء أمتنا ووطننا ولكل شعوبنا أننا موجودون في مواقع القوة وإننا نملك امكانات وطاقات وقدرات هائلة اذا عرفنا كيف نستثمرها ونديرها ونتوكل على الله عز وجل".
وحول مواجهة الخطر التكفيري في لبنان، لفت السيد صفي الدين الى انه "يجب ان يُسقط، وكل كلام آخر لا يمكن أن نصغي اليه لاننا نعرف أن بعض من يحاول ايجاد تغطية سياسية للوجود التكفيري في لبنان هو يقلد سادته".
واذ سأل "لماذا أتحدث عن الاسياد؟"، قال "لان المنطق ذاته، منطق بعض السياسيين في لبنان هو نفس منطق أسيادهم على مستوى المنطقة، يتحدث انه ضد الارهاب وضد التكفيريين ولكنه يسعى الى تأمين التغطية الكاملة للتكفيري من خلال الضغط على من يقاتل التكفيري".
وعن ما يحدث في اليمن، قال سماحته "أعطيكم مثلاً واضحاً عمّا تفعله السعودية في اليمن، الشعب اليمني والجيش اليمني يقاتلان "القاعدة" في مأرب وعدن وغيرهم من البلدان اليمنية والطائرات السعودية تقتل الذين يقاتلون "القاعدة" التي هي على لائحة "الارهاب" وتقتل الشعب اليمني وتستهدف الجيش اليمني، وهكذا ايضاً في العراق وسوريا وصولاً الى لبنان".
وفي معرض حديثه عن "ما الذي تفعله المقاومة اليوم وما الذي يفعله الجيش اللبناني"، سأل السيد صفي الدين "أليس مقاتلة التكفيريين في لبنان حماية لكل لبنان؟، وقال "كل كلمة توجه للجيش والمقاومة في معركتهم ضد التكفيريين يراد بها ومنها دعم هؤلاء التكفيريين".
وأضاف "نقول لهؤلاء الذين يغطون التكفيريين في لبنان بمواقفهم السياسية، إننا وصلنا الى المرحلة التي يجب أن تحددوا فيها موقفكم بشكل جيد دون مواربة، هل أنتم مع "داعش" و"النصرة" أم انكم مع الدولة اللبنانية ومن كان مع الدولة اللبنانية عليه أن يدافع عنها وأن يدعم بقائها وأن يدعم سيادة الدولة في وجه التكفيري الذي يهدد الدولة اللبنانية وسيادتها"، وأردف سماحته "أنتم من يجب أن يوجه اليكم تهمة التخلي عن الواجبات الوطنية وفتح الابواب للتكفيريين ليرتاحوا من خلال موقف سياسي أو من خلال موقف ملتبس هنا أو محاولة تقديم أولويات لا طائل منها ولا معنى لها على الاطلاق".
واذ شدد على انه "وصلنا الى مرحلة نفاذ وانتهاء الخيارات الملتبسة والمتواربة أو التي تريد ان تصطاد أو ترمي بخطاب لكي تصطاد في مكان آخر"، قال السيد صفي الدين "لبنان في خطر والبلد في خطر والمنطقة كلها تعيش أوضاعاً صعبة ومعقدة وقاسية ولبنان ليس بمنأى عن كل هذه التعقيدات، واذا أردنا ان ننقذ بلدنا يجب أن نكون واضحين في هذا الموقف من التكفيريين كما كنا دائماً نطالب بنفس الشدة بالوضوخ من الصهاينة ومن العداء للصهاينة".
الاحتفال التكريمي حضره الى جانب السيد صفي الدين، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، مسؤول المنطقة الثانية في حزب الله علي ضعون، علماء دين، وشخصيات، وتخلله بعد النشيد الوطني ونشيد حزب الله، كلمة للشيخ محسن عطوي بإسم المحتفى بهم توجه فيها "بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء الكريم الذي يأتي في أيام كريمة"، وقال "أنا أشكر اخواني في حزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله ممثلاً بالسيد هاشم صفي الدين لرعايتهم هذا الجمع المبارك، ونحن كنا معكم ومازلنا وسنبقى معكم، نواليكم، ونعتقد انكم على الحق، نحمل أمانة هذه المقاومة ونأمل ونرجو من الله ان نكون في مستواها وان نكون دائماً في الموقع الذي يحبه الله".
التاريخ : 31-05-2015

موقع سماحة السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله