أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين أن "كل الكلام الذي يقال اليوم من قبل فريق 14 آذار عن عرسال هو كلام فارغ ولا يمر على أحد، فهم يهاجموننا منذ أن بدأنا بمعركة الدفاع عن المقام الطاهر للسيدة زينب (ع) وصولاً إلى معركة القلمون"، مشيراً إلى أن "فريق 14 آذار يرفع اليوم راية عرسال وأهلها لإكمال مشروعه، ونحن لم نكن نتوقع منه أن يكون معنا في مواجهة التكفيريين، لأننا نعرف تماماً أنه راهن على هؤلاء لضرب المقاومة ومحورها في لبنان وسوريا وكل المنطقة من أجل أن يجد له مكاناً ومقعداً يُرضي به الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأضاف السيد صفي الدين إنه "يجب أن تقال هذه الأمور اليوم، وسنؤكد عليها ونعرف تماماً أن هؤلاء لن يتغيروا أو يبدلوا، لأنهم وقفوا عام 2006 ليتفرجوا على اللبنانيين من الأطفال والرجال والنساء وأيضاً على البيوت وكل هذه المناطق الشريفة والغالية التي كانت تتعرض للقصف والهدم والعدوان، وكانوا ينتظرون لحظة إعلان هزيمة المقاومة ليشيّدوا عروشهم ومقاماتهم في هذا البلد، فمن كان هذا هو دأبه وفعله وتآمره لا نتوقع منه في يوم من الأيام أن يقف مع المقاومة لمواجهة التكفيريين، وحتى حينما نطرح الموضوع في مجلس الوزراء وفي العلن وفي السياسة لا نتوقع أبداً أن يقف هذا الفريق معنا، وهو الذي طالما تآمر على المقاومة والبلد والوطن ووحدته".
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد علي أحمد يحيى (أبو ذر)، والذكرى السنوية لوالده الشهيد الشيخ أحمد يحيى "أبو ذر" في حسينية بلدة رشاف الجنوبية بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
ودعا السيد صفي الدين "فريق 14 آذار للانتباه والالتفات لكل ما يحدث من حوله، فما يفعله اليوم هو تغطية كاملة للتكفيريين، ونحن نتهمهم بشكل واضح أنهم يدعمون داعش والنصرة، فكل من لا يعتبر جبهة النصرة وغيرها إرهاب وقاعدة هو مشكوك في مواقفه، لأن رهانه على إلباس النصرة ثوب المعارضة المعتدلة يهدف لتحقيق مآرب سياسية، وأن كل من يبرئ جبهة النصرة وغيرها من الإرهاب والتكفير، فإن موقفه السياسي ليس بسليم، ولا يمكن لنا أن نتعاطى معه بحسن نية".
ورأى السيد صفي الدين أن "الذي يحتال بالعبارات والبيانات والتصريحات والمواقف والمقابلات، ولم يترك فرصة إلاّ واستفاد منها في الدفاع عن جبهة النصرة، يحاول بذلك تنظيف سجل جبهة النصرة التي هي فرع القاعدة في بلاد الشام"، متسائلاً "لماذا يدأب بعض اللبنانيين من وزراء ونواب على تنظيف سجل جبهة النصرة، ولا يتحدثون بكلمة صريحة وواضحة عن إرهابها وأنها تابعة للقاعدة"، مطالباً "هؤلاء الوزراء والنواب أن يتجرأوا ويقولوا على شاشات التلفزة أن جبهة النصرة هي إرهاب وتكفير، وحينها سنقول أن نظرتنا كانت في غير محلها"، مؤكداً "أنهم لا يستطيعون القول أن جبهة النصرة هي إرهاب، لأنهم متآمرون ضمناً مع القاعدة والدواعش في مكان ما على المقاومة ومحورها، وعلى منطقتنا وبلداننا من أجل أن يقسموها ويفتتوها ويلهبوا كل بلداننا، ومن أجل أن ترتاح إسرائيل وأميركا".
ورأى السيد صفي الدين أن "ما يحصل على طول الحدود اللبنانية عند السلسلة الشرقية، يهدف لضخ المزيد من المشاكل والفتن والضغط على مناطقنا، وتحديداً على لبنان من أجل أن ينهك في معارك داخلية وفتنة تطل برأسها، ليحقق بعد ذلك الإسرائيليون والأميركيون ما يريدون، وهذا هو ما يفعله الخارج ويساعده عليه البعض من الداخل"، مؤكداً أن "معركتنا ليست مع أهل عرسال، وهي لم تكن كذلك في أي يوم من الأيام في أي منطقة من المناطق اللبنانية، إنما هي مع التكفيريين الذين يحميهم بعض اللبنانيين، وهم يتحملون المسؤولية في الحاضر والمستقبل، فمن يريد أن يحمي التكفير عليه أن يتحمل المسؤولية، ومن يريد حماية البلد عليه أن يقول كيف يريد أن يفعل ذلك، ولكن من غير المقبول على الاطلاق أن يُمنع من يحمي هذا البلد من مواجهة من اعتدى عليه والتصدي له".
وأعرب السيد صفي الدين عن استغرابه "لما نسمعه من بعض اللبنانيين حينما يشيدون بالجيش والمقاومة ويتحدثون عن إنجازاتهما، فيما هم يحمون التكفيريين، تماماً كما فعلت قبلهم السعودية وقطر وتركيا وكل هذه الدول التي تدّعي في الظاهر أنها تحارب الإرهاب، ولكنها لا تدخر جهداً إلاّ وتدفعه في مواجهة من يحارب ويواجه ويقضي على الإرهاب في غير منطقة من العالم".
وأكد السيد صفي الدين "وقوف حزب الله مع الأهالي الشرفاء الذين استهدفوا بعملية انتحارية في مسجد الإمام الحسين (ع) في الدمام بهدف إسقاط عدد كبير من الشهداء، إلاّ أن شجاعة الشبان وإقدامهم وفداءهم للدفاع عن المصلين في بيت الله حال دون وقوع عدد كبير منهم، فهؤلاء في مواجهة مع التكفيريين، وعلى المملكة السعودية أن تقوم بواجبها في حماية أهلها دون تفريق بين طائفة ومذهب بحسب ما يدعون ويقولون، فبدل أن تقوم السعودية بقصف اليمن وقتل أهلها وارتكاب المجازر فيها، عليها أن تقوم بواجبها للدفاع عن كل هذه المساجد التي تستهدف، فهذه هي المحاربة الحقيقية للإرهاب وليس غض النظر هنا وإعلان موقف مشتبه به وملتبس في مكان آخر
التاريخ : 01-06-2015