أخبار وأنشطة » وفود تؤم مرقد السيد الهاشمي في ديرقانون النهر: متمسّكون باللاءات الخمس ولتُفتح الحدود لإدخال الطعام والدواء والماء والغذاء لأهل غزة

وفاءً للدماء الزكية التي بُذلت على طريق القدس نصرة لشعب فلسطين المظلوم ومقاومته الشريفة، زارت وفود سياسية وعلمائية ونسائية مرقد الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد هاشم صفي الدين في بلدة ديرقانون النهر، بحضور مدير المرقد الشيخ محمود عبد الجليل، حيث كان برنامج تخلله وضع أكاليل من الزهر على الضريح المبارك، وفعاليات ثقافية خاصة.

ومن بين الوفود وفد من الهيئات النسائية في حزب الله من مجموعة من قرى منطقة الزهراني، نفذوا مجموعة من الفعاليات وتلوا السيرة الحسينية في القاعة المخصصة، فيما نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي زيارة لوفود تقدمها ممثلون أحزاب وقوى لبنانية وفصائل فلسطينية، ورؤساء بلديات ومخاتير وعلماء دين من السنة والشيعة، تقدمهم رئيس مجلس علماء فلسطين الدكتور الشيخ محمد قاسم، امين سر مجلس علماء فلسطين الشيخ أسامة عبد الرازق، رئيس مركز بدر الكبرى الشيخ محمد قدورة، رئيس جمعية منتدى الوحدة الخيري الاجتماعي الشيخ عادل التركي، وحشد من الفعاليات والشخصيات والأهالي وعوائل الشهداء.

وألقى الزميل علي نور الدين كلمة رحب فيها بزوار المرقد الذين قاموا بهذه الخطوة من باب الوفاء للشهيد السيد الهاشمي ولكل الشهداء ممن ارتقوا دفاعاً عن لبنان وعلى طريق فلسطين، ثم كانت كلمة لرئيس مجلس علماء فلسطين الدكتور الشيخ حسين قاسم حيا فيها الشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس أيضاً، معتبراً أن أفضل الشهادة هي تلك التي تكون من أجل أقدس قضية في هذا الوجود، وهي قضية فلسطين.

وتطرق الشيخ قاسم للمستجدات الراهنة لا سيما الوضع الذي تعيشه غزة وأهلها، فقال أن غزة وأهلها قدموا كل ما يستطيعون، وصبروا ورابطوا واتقوا الله، في حين أن الأمة  تتصارع في مخاض عجيب، وفي فتن غريبة، فكلكم تسمعون وتشاهدون على وسائل التواصل وشاشات التلفاز عندما دارت الفتنة في جنوب سوريا، كيف كان يستصرخ واحدٌ من هنا، وآخر من هناك، فشيخٌ درزيٌّ ينادي: يا لنخوة الدين ثم يستجيب له كلّ دروز المنطقة، مظاهرات في لبنان، والبعض ذهب إلى السويداء، حتى الدروز الذين يقاتلون مع الصهاينة ضد غزة، جاءوا مسرعين تلبيةً للنداء، وتحرك كلّ الدروز. وبالمقابل، صوتٌ من هناك ينادي على السُنّة، وإذا بالعشائر البدوية، في أقلّ من يوم، ترسل 70,000 مقاتل، من أجل الفتنة، ومن أجل الاقتتال الداخلي، في حين أن غزة ولأكثر من 650 يومًا، تصرخ وتنادي بكل من فيها من كبارها وشيوخها ونسائها وأطفالها وكل من فيها حتى الأطباء والمراسلون: يا أمة الإسلام، يا أمة العرب، يا أمة النخوة، لا نريد منكم سلاحًا ولا رجالًا للقتال، فقط افتحوا الحدود ليدخل الطعام والدواء والماء والغذاء لأهل غزة.

وأضاف الشيخ قاسم: ومع ذلك، أمة المليارين مسلم، في أذنيها وقْرة، لماذا لا تستجيب لغزة؟ في الفتنة نلبّي النداء بسرعة، ومن أجل أقدس قضية سباتٌ عميقٌ ونوم، ولكن انظروا إلى هؤلاء الشهداء، إلى السيد الأقدس، والسيد الهاشمي، ألم يُقدّموا أرواحهم نُصرة لغزة؟ ألم يُقدّموا أرواحهم على طريق القدس؟ الطريق الذي يرضي الله.

وتابع الشيخ قاسم: هؤلاء هم الشهداء الذين نفتخر بهم، أما من يموت في الفتن الداخلية، والعشائرية، والمذهبية، والعنصرية، والقومية، فلا علاقة لنا به، وعلى الأمة أن تفهم أن السنّي ليس عدوًا للشيعي، وأن الدرزي ليس عدوًا للسنّي، وأن الكردي ليس عدوًا للعربي، بل علينا أن نتعالى فوق المذهبيات، والقوميات، والانتماءات، ونتوحد جميعًا لنحلّ قضايانا، ونحلّ خلافاتنا بالحوار.

وأردف الشيخ قاسم: من كان بطلًا مغوارًا فليقدّم السلاح، ها هم الصهاينة على بُعد أمتار، هنا الجهاد، وهنا القتال، وهنا القداسة، وهذا هو الطريق الصحيح، أما ما عداه فكلّه باطل، ولا علاقة له بالدين، ومن هنا، نرددها دائمًا: نحن في مجلس علماء فلسطين، منذ انطلاقتنا، أعلنّا لاءات خمس: لا للاقتتال السنّي الشيعي، لا للاقتتال الفلسطيني اللبناني، لا للاقتتال الفصائلي الفلسطيني، لا للاقتتال العربي العربي، لا للاقتتال الإسلامي المسيحي. وإنما القتال ضد الصهاينة، حتى نُصلي في القدس، نصلي في الأقصى محررًا، بإذن الله رب العالمين على طريق هؤلاء الشهداء.

ودعا الشيخ قاسم كل علماء الأمة وفعالياتها إلى انقاذ غزة من الموت، فأطفالها ونساؤها ورجالها يموتون تجويعاً، مشيراً إلى أن أهل غزة ليسوا فقراء، وإنما ما حولهم إلى أناس لا يملكون لقمة الطعام هو الحصار، وتوجه للدول والجيوش والأنظمة قائلاً: لا نرضى منكم كلامًا، فالكلام يمكن أن يكون للعلماء، يمكن أن يكون للعوام، أما القيادات والزعامات والدول والجيوش، إذا لم تتحرك لإيقاف هذه المجزرة، فنحن خصومهم أمام الله.

وختم الشيخ قاسم: لتشهد كل الدنيا، أن كل من يتخاذل عن نصرة غزة، وعن فك هذا الحصار، فنحن سنخاصمه بين يدي الله يوم القيامة، وأن كل شهيد في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق وإيران سيكون خصمهم بين يدي الله يوم القيامة إذا لم يسارعوا إلى فك الحصار، ولا شك أن بعد هذه المآسي سيأتي النصر وسنصلي في القدس.

موقع سماحة السيد هاشم صفي الدين الأمين العام لحزب الله